كما يبدو أن جائحة كورونا قد سارعت بإقناع مقدمي الرعاية الصحية إلى حاجة شركات الادوية لترسيخ مفاهيم التسويق الرقمي الذي يوفر فرصة خلق بنك من المعلومات حول العملاء والتي يمكن استخدامها واستدعائها فورا حين الحاجة الملحة لأبحاث مستقبلية.

وبالتالي أصبح لزاماً على شركات الأدوية التي تتذرع دائماً بالقيود التنظيمية على انها حاجز كبير لتسويق الأدوية الكترونياً أن تتحلى بالشجاعة وتتخذ جميع الخطوات اللازمة لتطبيق مفاهيم التسويق الالكتروني في كافة عملياتها التشغيلية وحتى تتمكن من الخوض في هذه التجربة يجب أن تركز على أنها شركات مقدمة لخدمات طبية وليست سلع طبية وهذا يأخذنا لمفهوم التسويق الرقمي الحديث الذي يجعل من العميل محور الاهتمام وبالتالي يجب ان نركز على ثلاثة مراحل أثناء تقديم المحتوى التسويقي أولها دراسة تجارب العملاء و كافة المعلومات المحيطة بهم ومن ثم تقديم الحلول الصيدلانيه المتنوعه اللتي قد تلبي كافة احتياجاتهم وأخيراً التركيز على نشر محتوى توعوي يتحلى بالدقة والشفافية لبناء الثقة التامة مع العميل وبإتباع هذه الخطوات التي تهدف لنشر الوعي حول الأمراض المختلفة والحلول الصيدلانية المتوفرة تكون شركات الادوية قد كسبت معركتين الأولى هي كسب ثقة العملاء وولائهم وقناعتهم أن هذه الشركات هدفها مصلحه العميل وليس البيع فقط وأما المعركة الثانية فهي كسر القيود التنظيمية الشديدة لخوض تجربة التسويق الرقمي وهنا يجدر الإشارة إلى ضرورة التحرك الفوري من شركات الادوية لتأسيس وجودها الرقمي بجهودها قبل أن تبدأ شركات التكنولوجيا الخوض في هذا القطاع والسيطرة على عملياته التسويقية.

ويشار الى أن التسويق الرقمي يشمل استعمال الإنترنت والأجهزة الخلوية ومحركات البحث وغيرها من القنوات للوصول إلى الزبائن أما التسويق الرقمي الصيدلاني فهو يعرف حتى هذه اللحظة على أنه التطبيق المحدود لمفاهيم التسويق الرقمي في حدود إنشاء موقع إلكتروني يهدف إلى التعريف بالشركات ومنتجاتها الدوائية ولا يتجاوز عمليات البيع لمنتجات التجميل والمكملات الغذائية والفيتامينات واستخدام بعض مواقع التواصل الاجتماعي للتسويق للمنتجات.